-

تحديات إعادة إعمار غزة بعد الحرب

تحديات إعادة إعمار غزة بعد الحرب
(اخر تعديل 2025-01-17 12:09:26 )

تحديات إعادة إعمار غزة بعد الحرب

مع انتهاء الحرب المدمرة في غزة، يبدأ المانحون الدوليون في تقييم الأضرار الكبيرة التي لحقت بهذه المنطقة التي تعاني من كثافة سكانية عالية، والتفكير في كيفية إعادة بنائها في المستقبل القريب. الأرقام تتحدث عن نفسها، فالحرب التي أودت بحياة أكثر من 46 ألف فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة التابعة لحماس، أسفرت عن أكثر من 50.8 مليون طن من الأنقاض التي تحتاج إلى إزالة. وهذا الرقم يتجاوز بكثير ما خلفته الحروب في أوكرانيا، وهو يمثل 17 ضعف الكمية التي نتجت عن الصراعات الأخرى منذ عام 2008.

حجم الدمار والتحديات المستقبلية

تُظهر التقديرات أن تكلفة إزالة الأنقاض وحدها قد تصل إلى نحو 970 مليون دولار، بينما قد تصل تكلفة إعادة الإعمار إلى 80 مليار دولار، كما أفادت صحيفة "تايمز". تتعرض ثلثا الأراضي التي يسكنها 2.1 مليون شخص للتدمير أو الضرر، بما في ذلك البنية التحتية الحيوية.
قلب أسود الحلقة 18

وأكدت الأمم المتحدة أن 16 فقط من أصل 35 مستشفى في غزة تعمل جزئيًا، مما يشير إلى أزمة إنسانية حادة. وبحسب التقديرات، فإن إزالة الأنقاض قد تستغرق أكثر من 14 عامًا، بينما يُتوقع أن تستمر عمليات إعادة بناء المنازل حتى عام 2040، مع نزوح 90% من السكان، حيث يعيش العديد منهم في خيام.

البنية التحتية المدمرة

دُمِرَ أو تضرر ما لا يقل عن 57% من البنية التحتية للمياه في غزة، بما في ذلك محطات تحلية المياه في شمال ووسط القطاع. ومع وجود أكثر من 107 كجم من الحطام لكل متر مربع في غزة، فإن هذا الحطام قد يحتوي على ذخائر غير منفجرة ومواد خطرة وبقايا بشرية.

في تقرير صدر في يونيو 2024، أُشير إلى أن كمية الحطام الناتجة عن الصراع الحالي تفوق بخمسة أضعاف تلك الناتجة عن صراع داعش في الموصل عام 2017.

ردود الفعل الدولية

وفي أكتوبر، وصف أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، مستوى الدمار في شمال غزة بأنه جعل الحياة "غير محتملة". من جهة أخرى، تلقي إسرائيل اللوم على حماس، مدعية أن الحركة استخدمت المناطق المدنية كغطاء لأعمالها العسكرية.

في حين دعا وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى ضرورة وجود سلطة فلسطينية مُصلحة لتولي إدارة غزة، مع ضرورة الدعم من الشركاء الدوليين والتمويل. ومع ذلك، فإن هناك شكوكًا حول نجاح هذه الخطة، حيث أعرب مسؤول عربي عن قلقه من أن المساعدات السابقة لإعادة الإعمار كانت مدمرة.

التاريخ يعيد نفسه

تأتي تصريحات بلينكن بعد أكثر من عقد من خطاب سلفه، جون كيري، الذي ناقش إعادة إعمار غزة بعد الحرب التي دارت في عام 2014. في ذلك الوقت، تم التعهد بتقديم 5.4 مليار دولار كمساعدات، لكن جزءًا ضئيلاً فقط من تلك الأموال وصل إلى غزة بسبب القيود المفروضة من إسرائيل.

اليوم، يبدو أن الدول التي قامت بتمويل إعادة الإعمار في الماضي ستكون أكثر ترددًا، خاصة في ظل عدم وجود أي إشارة على أن الحرب الأخيرة ستكون الأخيرة. فحماس، التي تسعى إسرائيل للقضاء عليها، لا تزال الفصيل الأكثر قوة في المنطقة، مما يزيد من تعقيد جهود الإعمار.