الفنانة منى مرعشلي: مسيرة مؤثرة في الفن
الفنانة منى مرعشلي: صوت لا يُنسى
تُعد الفنانة اللبنانية منى مرعشلي واحدة من أبرز الأصوات في تاريخ الفن العربي، حيث حظيت بلقب "أم كلثوم لبنان" بفضل صوتها المتفرد الذي أسرت به قلوب محبي الموسيقى. لقد عاشت منى حياة مليئة بالعطاء والمحبة لوطنها، واستطاعت أن تترك بصمة واضحة في عالم الفن رغم قصر مسيرتها الفنية.
بداياتها الفنية
وُلدت منى مرعشلي في 15 يوليو عام 1958، في حي المصيطبة بالعاصمة اللبنانية بيروت. كانت والدتها، نازك مرعشلي، الداعم الأول لها، حيث لاحظت موهبتها منذ الصغر وشجعتها على الغناء. في المدرسة، كانت منى تُبدع في الغناء على المسرح، مما جعلها محط أنظار زملائها ومعلميها.
اكتشاف موهبتها
في عام 1973، وعندما كانت في الخامسة عشر من عمرها، شاركت منى في برنامج "ستديو الفن"، الذي يُعتبر من أقدم برامج اكتشاف المواهب في العالم العربي. وقد نالت إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء بفضل أدائها المميز لأغاني "أم كلثوم"، مما ساهم في شهرتها السريعة.
السلة المتسخة الحلقة 41
الأعمال الفنية والنجاحات
بعد أن حققت شهرة واسعة، أصدرت منى مرعشلي أولى أغانيها "شمس المغارب". ورغم الحرب الأهلية التي اجتاحت لبنان، رفضت عروض الفنانين المصريين للانتقال إلى مصر، مفضلة البقاء في وطنها. استمرت في تقديم أعمال فنية مميزة، وشاركت مع الأخوين الرحباني في برنامج "ساعة وغنية".
تعاوناتها الفنية
خلال مسيرتها الفنية، تعاونت منى مع مجموعة من كبار الملحنين، بما في ذلك الأخوين الرحباني، محمد ماضي، وفيلمون وهبة. وقدمت 19 أغنية فقط، من بينها:
- يا شمس عمري غيبي
- مالي ومالك يا هوى
- تركني إنسالي اسمي
- لك شوقة عندنا
- ليه تحلف بعنيا
- أنسى الدنيا
حياتها الشخصية والاعتزال
على الرغم من شهرتها، كانت حياة منى مرعشلي الشخصية بعيدة عن الأضواء. لم تتزوج، وكانت تُفضل العزلة والهدوء على حياة الشهرة. في أوائل التسعينات، قررت الاعتزال بهدوء، مما جعلها تختفي تمامًا عن الساحة الفنية رغم ارتباط الجمهور بصوتها الفريد.
رحيلها المفاجئ
توفيت منى مرعشلي في 5 ديسمبر عام 2016 بعد تعرضها لنوبة قلبية، وذلك بعد شهرين من وفاة والدتها. كان رحيلها بمثابة صدمة لجمهورها، الذي لازال يتذكرها ويستمع لأغانيها التي تتمتع بخلود فني لا يُنسى.
تمثل منى مرعشلي مثالاً للفنانة القوية التي استطاعت أن تترك أثرًا كبيرًا في قلوب محبي الفن، وستظل ذكراها حية في ذاكرة الأجيال القادمة.