-

سوق الذكاء الاصطناعي وتأثيراته المستقبلية

سوق الذكاء الاصطناعي وتأثيراته المستقبلية
(اخر تعديل 2025-04-04 01:33:30 )

مقدمة عن الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الاقتصاد

من المتوقع أن يشهد سوق الذكاء الاصطناعي العالمي نمواً مذهلاً، حيث يُقدر أنه سيصل إلى 4.8 تريليون دولار بحلول عام 2033. هذا الحجم يعادل تقريباً اقتصاد ألمانيا، وفقاً لتقرير صادر عن وكالة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد). ومع هذا النمو المتوقع، يتم التحذير من أن حوالي نصف الوظائف في مختلف أنحاء العالم ستتأثر بشكل أو بآخر.

التحديات والمخاطر المحتملة

بينما يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً جذرياً في الاقتصادات ويفتح آفاقاً جديدة من الفرص، إلا أن هناك مخاوف من أن تعمق هذه التكنولوجيا الفجوات الاقتصادية والاجتماعية الموجودة. يشير التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على 40% من الوظائف حول العالم، مما قد يعزز الإنتاجية ولكنه يثير أيضاً قلقاً بشأن الاعتماد على الآلات واستبدال البشر في وظائفهم.

استهداف الوظائف القائمة على المعرفة

على عكس موجات التقدم التكنولوجي السابقة التي أثرت بشكل أساسي على الوظائف اليدوية، يُظهر التقرير أن القطاعات المعتمدة على المعرفة، مثل الأعمال المكتبية والوظائف الإدارية، هي الأكثر عرضة للتأثر. وبالتالي، فإن الضرر الأكبر سيكون على عاتق الاقتصادات المتقدمة التي تمتلك القدرة على الاستفادة من فوائد هذه التكنولوجيا مقارنة بالاقتصادات النامية.

فجوة التفاوت بين الدول

تحذر أونكتاد من أن الفوائد الناتجة عن الأتمتة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي غالباً ما تذهب إلى رأس المال بدلاً من العمال، مما يزيد من الفجوة بين الأغنياء والفقراء ويقلل من الميزة التنافسية للعمالة المنخفضة التكلفة في الدول النامية.
عائلة شاكر باشا الحلقة 12

دعوة للتعاون الدولي

أشارت ريبيكا غرينسبان، رئيسة الوكالة، إلى أهمية جعل الإنسان محور تطوير الذكاء الاصطناعي. ودعت إلى تعزيز التعاون الدولي لتحويل التركيز من التكنولوجيا إلى الإنسان، مما يتيح لجميع الدول المشاركة في بناء إطار عمل عالمي للذكاء الاصطناعي.

توقعات السوق والنمو المستقبلي

في عام 2023، بلغت قيمة سوق التقنيات الرائدة، مثل الإنترنت والبلوكتشين والشبكات الجيل الخامس، 2.5 تريليون دولار. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 16.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل. بحلول عام 2033، سيصبح الذكاء الاصطناعي التقنية الرائدة، حيث يُتوقع أن يصل إلى 4.8 تريليون دولار.

ضرورات الاستثمار في البنية التحتية

تحذر أونكتاد من أن البنية التحتية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والمهارات المتقدمة لا تزال محصورة في عدد قليل من الاقتصادات، حيث تتركز في أيدي 100 شركة فقط، معظمها في الولايات المتحدة والصين. هذه الشركات تنفق حالياً نحو 40% من إجمالي الإنفاق العالمي على البحث والتطوير.

استثمار في المستقبل

تدعو الوكالة الدول إلى التحرك الآن، مؤكدة أن الاستثمار في البنية التحتية الرقمية وبناء القدرات وتعزيز حوكمة الذكاء الاصطناعي سيمكنها من استغلال إمكانات هذه التكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة.

تعزيز المهارات والابتكار

لا ينبغي أن يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كتهديد للوظائف فقط، بل يجب أن يُعتبر أداة لتحفيز الابتكار واستحداث قطاعات جديدة. الاستثمار في تطوير المهارات وإعادة تأهيل القوى العاملة يعد أمراً حيوياً لضمان أن الذكاء الاصطناعي يعزز من فرص العمل بدلاً من القضاء عليها.

دور الدول النامية في المناقشات العالمية

تشدد الوكالة على ضرورة مشاركة جميع الدول في المناقشات المتعلقة بحوكمة الذكاء الاصطناعي. وفي الوقت الحالي، تُغيب 118 دولة، معظمها من الجنوب، عن المناقشات الرئيسية حول حوكمة هذه التكنولوجيا. ومع تبلور اللوائح المنظمة، يجب أن تلعب الدول النامية دوراً فعالاً لضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي في خدمة التقدم العالمي وليس فقط مصالح فئة معينة.