الأرجنتين تحت المجهر: أزمة الدولار ليبرا

أزمة الدولار ليبرا: جدل يحيط بخافيير مايلي

في خطوة أثارت الجدل في الأرجنتين، تعرض الرئيس الأرجنتيني الليبرالي، خافيير مايلي، لموجة من الانتقادات الحادة من قبل المعارضة بعد ترويجه لعملة رقمية جديدة تحمل اسم "دولار ليبرا". جاء هذا الترويج عبر حسابه الشخصي على منصة "X" بعد دقائق فقط من بدء التداول عليها، مما أثار جدلًا واسعًا في البلاد.

الانهيار السريع للعملة الرقمية

شهدت العملة الرقمية "دولار ليبرا" ارتفاعًا صاروخيًا في قيمتها، حيث تجاوزت عتبة الأربع دولارات، لكنها لم تلبث أن انهارت بشكل مفاجئ لتسجل انخفاضًا حادًا إلى أقل من 50 سنتًا. هذا الانخفاض السريع أثار تساؤلات حول استقرار العملة ومدى موثوقيتها.

سحب الاستثمارات والدعاوى القانونية

أشارت صحيفة "لا كلارين" الأرجنتينية إلى أن الرئيس جذب مجموعة من المستثمرين في العملات الرقمية، مما أدى إلى تضخم سعر العملة مع زيادة الطلب. لكن، ومع تزايد القلق، بادر العديد من المستثمرين بسحب أموالهم من التداول، مما أدى إلى انهيار قيمتها. في هذا السياق، قام معارضون سياسيون بإقامة عشرات الدعاوى ضد الرئيس مايلي، مما زاد من تعقيد الوضع.

مكتب الرئيس يرد على الانتقادات

ردّ مكتب الرئيس على هذه الأنباء، مؤكدًا أن مايلي قد اجتمع مرتين مع ممثلي الشركات التي أطلقت العملة، لكنه نفى أن يكون ضالعًا في أي مرحلة من مراحل إطلاقها. وأوضح المكتب أن الترويج للعملة كان جزءًا من الجهود اليومية لتعزيز الشركات الأرجنتينية.

دعوة لتحقيقات حول الفساد

في محاولة لكشف أي أخطاء محتملة، طلب الرئيس من مكتب مكافحة الفساد إجراء تحقيقات لتحديد ما إذا كان هناك أي سوء تصرف قد ارتكبه هو أو أي جهة حكومية أخرى. هذه الخطوة تأتي في وقت حساس، حيث يعاني الاقتصاد الأرجنتيني من تحديات كبيرة.

انتقادات من الخبراء والمحللين

انتقد محللون خطوة الرئيس، مشيرين إلى خلفيته كخبير اقتصادي موالي للقطاع الخاص. فقد تمكن من مواجهة أزمة التضخم المتزايد في البلاد من خلال فرض برنامج تقشف شامل، إلا أن هذه الخطوة الأخيرة قد تثير الشكوك بشأن كفاءته السياسية. كما أضاف مارسيلو جارسيا، مدير شؤون الأمريكتين في شركة "هورايزون إنجيدج"، أن هذه الأحداث قد تزيد من مخاوف المواطنين بشأن قدرة الحكومة على إدارة الاقتصاد.

تأثير الأزمة على السوق المالية

في ظل هذه الأزمات، تراجعت أسعار الأسهم في البورصة الأرجنتينية بأكثر من 5% يوم الاثنين، بينما شهدت العملة الوطنية "البيزو" انخفاضًا بنسبة 2% مقابل الدولار في السوق الموازي. هذه التحركات تشير إلى حالة من عدم الاستقرار والقلق في السوق المالية الأرجنتينية.