وجه أمريكا الحقيقي في الشرق الأوسط
وجه أمريكا الحقيقي في الشرق الأوسط
في السابع من أكتوبر عام 2023، أظهرت عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الفصائل الفلسطينية وجه الولايات المتحدة الحقيقي في تعاملها مع منطقة الشرق الأوسط. لقد بات واضحاً أنه لا يوجد اختلاف حقيقي بين سياسات الحزبين الديمقراطي والجمهوري، حيث تركز الولايات المتحدة بشكل أساسي على حماية إسرائيل وتعزيز وجودها العسكري والسياسي في المنطقة لتحقيق هذا الهدف.
دعم أمريكا لإسرائيل
مع اندلاع الأحداث الأخيرة، أبدت الإدارة الأمريكية، برئاسة جو بايدن، دعماً كبيراً لإسرائيل، مؤكدة على حقها في الدفاع عن نفسها. وقد أظهرت تقارير صحفية إسرائيلية، مثل "يديعوت أحرونوت"، أن الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل بلغ نحو 22 مليار دولار. هذه الأسلحة تم استخدامها في هجمات إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى لبنان وسوريا.
وعود ترامب والديمقراطيين
في بداية الأحداث، أعلنت الإدارة الأمريكية عن التزامها بحماية إسرائيل، حتى أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، هدد الشرق الأوسط بـ "الجحيم" إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى في غزة. يبدو أن جحيم بايدن لا يختلف كثيراً عن جحيم ترامب، حيث يستمر الصراع في المنطقة بينما تتعزز قوة إسرائيل على حساب الدول العربية.
التموضع العسكري الأمريكي
لقد زادت الولايات المتحدة من وجودها العسكري في عدة دول بالشرق الأوسط، حيث تسعى لحماية مصالحها ومصالح إسرائيل. تركزت القواعد العسكرية الأمريكية في دول ذات إنتاج نفطي كبير، مما يجعلها نقاط انطلاق للعمليات العسكرية. العراق، على سبيل المثال، يحتوي على قاعدة عين الأسد التي تعتبر استراتيجية بالنسبة لأمريكا.
التناقضات في السياسة الأمريكية
رغم حديث ترامب عن سحب القوات الأمريكية من العراق، إلا أنه لم ينفذ وعوده بعد توليه السلطة. وبدلاً من ذلك، استخدم العراق كأداة لمواجهة خصومه، مثلما حدث مع اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني. إن الوضع في العراق يوضح كيف تستخدم الولايات المتحدة دول المنطقة كـ "ساحات مواجهة" لتحقيق مصالحها.
التجارة والعلاقات مع الصين
هدد ترامب العراق بفرض عقوبات إذا لم يدفع تكلفة التواجد الأمريكي، خاصة مع تحركات العراق لتعزيز علاقاته مع الصين. كما أن ترامب حذر دول "بريكس" من إنشاء عملة جديدة تنافس الدولار، مما يكشف عن استراتيجيات الضغط التجاري التي تستخدمها الولايات المتحدة.
زهور الدم الحلقة 356
التوجهات السياسية في الشرق الأوسط
تعد منطقة الشرق الأوسط جاذبة للسياسات الاستعمارية والاستثمارية. ويجب على دول المنطقة أن تميز بين السياسات الاستعمارية والشراكات الاستثمارية، كما هو الحال مع الصين، التي قد تكون شريكاً نزيهاً مقارنة بالسياسات الأمريكية التي تسعى لتأجيج الصراعات.
استنتاجات حول السياسة الأمريكية
إن الولايات المتحدة، بعد انتهاء الاستعمار القديم، تدرك أهمية منطقة الشرق الأوسط الاستراتيجية. ومع تولي ترامب الرئاسة، زادت الضغوط على دول المنطقة لقبول التوسعات الإسرائيلية. يتطلب الأمر من دول الشرق الأوسط أن تكون يقظة في التمييز بين الشراكات الاستثمارية الحقيقية والتدخلات الاستعمارية التي تهدف إلى تحقيق مكاسب على حساب الآخرين.