حلب تحت الحصار: مأساة إنسانية مستمرة
إغلاق الطريق الأخير للخروج من حلب
في ظل الأوضاع المتدهورة في مدينة حلب، يروي سكان المدينة الذين فروا منها كيف أن آخر منفذ للنجاة قد أُغلق، بعد أن تمكنت الجماعات المسلحة من السيطرة على بلدة خناصر. هذا الطريق السريع كان بمثابة الشريان الحيوي الذي يربط المدينة بالبلدات الجنوبية، والآن لم يعد أمام المدنيين والجنود أي مخرج.
أصوات الرعب والشهادة
أحمد، البالغ من العمر 35 عامًا، الذي تمكن من مغادرة حلب إلى حمص، يصف المشهد المروع الذي عاشه. "مررنا بخناصر أثناء مغادرتنا، وكان هناك قناص يطلق النار، ورأينا سيارات تُصيبها الرصاصات. الطريق للخروج من حلب كان دائمًا خطرًا، والآن أصبح مغلقًا تمامًا".
آثار النزوح على المدنيين
يتحدث أحمد بأسى عن حال المدينة، قائلاً: "لقد ضاعت المدينة واختفت، والناس يركضون لإنقاذ حياتهم. تمكنا من الفرار بصعوبة، لكن الملايين لا يزالون محاصرين".
القصف المتواصل والمأساة الإنسانية
لم تتوقف الغارات الجوية الروسية والسورية منذ سقوط المدينة، حيث تستهدف عدة مناطق، مما يزيد من معاناة المدنيين. "بدأت الغارات الجوية بكامل قوتها يوم الأحد. لا نعرف ماذا سيحدث، الأمر مخيف للغاية بالنسبة لأولئك الذين لا يزالون في المدينة"، يقول أحمد.
نداء من أجل وقف الضربات الجوية
رشا نابلسي، التي اختارت البقاء في المدينة، تناشد بالإنسانية لوقف الضربات الجوية. "أطلب من جميع المهنيين الإعلاميين والمسؤولين أن يتدخلوا لوقف القصف. نحن كمدنيين نرفض أن نكون دروعًا بشرية في أي صراع"، تضيف رشا.
انقطاع الإمدادات في ظل الحصار
في الوقت نفسه، انقطعت إمدادات المياه عن المدينة، التي يقدر عدد سكانها بنحو ثلاثة ملايين نسمة. وكان معظمهم يعيشون في أمان قبل هذا التصعيد، لكن الآن تتعطل الخدمات العامة فرض حظر التجوال، مما يزيد من الأعباء على السكان.
التوتر بين الجماعات المسلحة
مع تصاعد التوتر بين المقاتلين الأكراد والجماعات المسلحة المتطرفة، دعت مجموعة إدارة العمليات العسكرية، التي تمثل ائتلاف المعارضة، قوات سوريا الديمقراطية إلى الانسحاب من حي الشيخ مقصود، وذلك مقابل ضمان المرور الآمن والحماية.
فريد 3 مدبلج الحلقة 426
خاتمة
تظل حلب مدينة مثقلة بالمآسي، حيث يستمر الصراع في تجريد الأفراد من حياتهم الطبيعية، ويجعلهم تحت رحمة العنف. إن أوضاع المدنيين في المدينة تتطلب تضافر الجهود الإنسانية لإنقاذهم وتوفير الأمان لهم.