حرب إبادة ممنهجة في جنوب اليمن

المشهد الجنوبي: حرب إبادة ممنهجة

في خضم الأحداث المتسارعة التي يشهدها جنوب اليمن، تتجلى حقائق قاسية تؤكد أن المنطقة تواجه حرب إبادة جماعية ممنهجة. هذه الحرب تقودها قوى الاحتلال اليمني بهدف محو الهوية الوطنية الجنوبية وتصفية الوجود السياسي والاجتماعي والثقافي للجنوبيين. لقد تحولت هذه الهجمة الشرسة إلى صراع يهدف إلى اجتثاث الجنوب من جذوره، مستخدمة في ذلك التضليل الإعلامي، التشويه السياسي، التخريب الاقتصادي، والإرهاب الموجه ضد الشعب الجنوبي.

تأثير الحرب على الأمن الإقليمي والدولي

يؤكد المحللون السياسيون أن هذه الحرب لا تستهدف الجنوب فحسب، بل تهدد الأمن الإقليمي والدولي. ومن هنا، يتوجب علينا أن نتبنى تصدّيًا فكريًا وسياسيًا وثقافيًا شاملًا. يجب أن يكون هذا التصدّي مقنعًا للشارع الجنوبي، ويحرج قوى الاحتلال اليمني، ويجذب انتباه دول التحالف العربي، ويطمئن دول مجلس الأمن الدولي. ومن الضروري أيضًا كشف الحقائق التي يسعى الاحتلال لإخفائها.
محمد الفاتح مترجم الحلقة 26

الصمود والنضال: الطريق إلى التحرير

على أبناء الجنوب أن يدركوا أن الحرب التي تشنها قوى الاحتلال ليست مجرد معركة سياسية عابرة، بل هي حرب منظمة تهدف إلى طمس الهوية الوطنية. الهجمات الممنهجة، التضييق الاقتصادي، واستهداف القيادات الجنوبية تشير بوضوح إلى أن الاحتلال يسعى لإضعاف الجنوب وتحويله إلى ساحة فوضى تخدم مصالحه الخاصة. لذا، يتوجب علينا تعزيز وحدة الصف الجنوبي، والإيمان بأن الصمود والنضال المستمر هما السبيل الوحيد لحماية الجنوب واستعادة حقوقه السيادية.

تعزيز الوعي الوطني

رغم الإدراك العام بين الجنوبيين لحجم المؤامرة التي تستهدفهم، يبقى التحدي قائمًا في تعزيز هذا الوعي وترجمته إلى خطوات عملية. لذلك، يجب تكثيف الجهود الإعلامية والتوعوية من خلال حملات مكثفة، ندوات سياسية، وبرامج تدريبية تعزز الوعي الوطني وتكشف مخططات الاحتلال.

التصدي للتضليل الإعلامي

لقد أكد سياسيون في جنوب اليمن أن قوى الاحتلال تلعب دورًا بارزًا في نشر الأكاذيب وتشويه الحقائق عبر منصات إعلامية مدعومة من جهات معادية لقضية الجنوب. لذا، يتطلب التصدي لهذه الحملات استثمارًا أكبر في الإعلام الجنوبي، ودعم الصحفيين الوطنيين، وتكثيف الوجود الجنوبي في وسائل الإعلام الإقليمية والدولية.

خطاب وطني موحد

من المهم أن يسعى الإعلام الجنوبي لتوحيد الصف الجنوبي تحت قيادة موحدة، وتشجيع تنظيم المظاهرات والمسيرات السلمية في الداخل والخارج لكشف انتهاكات الاحتلال. كما ينبغي دعم القوات الجنوبية معنويًا، وتعزيز جاهزيتها العسكرية والأمنية، وإبراز انتصاراتها الميدانية.

فضح مخططات الاحتلال

يجب أن يكون الخطاب الجنوبي كاشفًا لمخططات الاحتلال أمام العالم. علينا فضح جرائمه الممنهجة، من اغتيالات القيادات الجنوبية، واعتقالات الناشطين والصحفيين، إلى الحصار الاقتصادي والتجويع المتعمد لشعب الجنوب. وعلينا التأكيد على أن الاحتلال يعتمد على الخداع والتزوير لتشويه صورة الجنوب.

الخاتمة: الاستمرار في النضال

لماذا لا يرحل الاحتلال اليمني رغم ثورة شعب الجنوب ضده؟ ببساطة، لأن هدفه ليس مجرد الاحتلال، بل الإبادة الكاملة للهوية الجنوبية. يسعى الاحتلال لإبادة الجنوب ثقافيًا وسياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا لضمان عدم نهوضه مجددًا. لذا، يجب علينا الاستمرار في النضال من أجل حقوقنا وحريتنا.

انضموا لقناة الإخبارية على تيليجرام وتابعوا أهم الأخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا.