واقع صادم للأطفال في بريطانيا

واقع صادم للأطفال في بريطانيا

في مشهد يبعث على القلق، كشفت الأرقام الرسمية الأخيرة عن معاناة مفجعة يعيشها الأطفال في بريطانيا، حيث يصل عدد الأطفال الذين يعيشون في ظروف فقر إلى 4.5 مليون طفل. هذا الرقم يمثل نقطة تحول مثيرة للجدل، وفتح باب الانتقادات الواسعة تجاه سياسات التقشف التي انتهجتها الحكومة، وسط مخاوف متزايدة من تفاقم هذه الأزمة خلال السنوات القادمة، كما أوردت صحيفة "الجارديان".

زيادة مستمرة في أعداد الأطفال الفقراء

أظهرت البيانات الصادرة في يوم الخميس الماضي أن 100 ألف طفل إضافي قد انضموا إلى دائرة الفقر خلال العام الذي انتهى في أبريل 2024، والذي يمثل نهاية حكومة المحافظين السابقة. وتُظهر هذه الإحصائيات أن هذه الزيادة ليست حالة عابرة، بل هي نتيجة لتكرار هذه الظاهرة للعام الثالث على التوالي، مما يعكس بوضوح فشل السياسات الاقتصادية في مواجهة هذا التحدي الخطير.

ارتفاع معدلات الفقر الغذائي

كما تشير المسوح الرسمية إلى أن معدلات الفقر الغذائي في تزايد مستمر، حيث انضم 300 ألف طفل آخر إلى الأسر التي تعتمد على بنوك الطعام خلال العام الماضي. هذا الوضع يبرز تزايد عدد الأسر التي تواجه انعدام الأمن الغذائي، مما يعني صعوبة توفير وجبات غذائية منتظمة وصحية للأطفال.
بيت حموله الحلقة 29

حرمان مادي يهدد مستقبل الأطفال

وفقاً للصحيفة، يُعاني نحو ثلث الأطفال في بريطانيا، أي ما يقارب 28%، من الحرمان المادي. هذا المقياس يعكس عدم قدرة الأسر على تحمل تكاليف أساسية، بما في ذلك الطعام، الملابس، الألعاب، والرحلات المدرسية. هذه الأرقام تثير القلق حول إمكانية توفير بيئة صحية ونموذجية لنمو الأطفال في البلاد.

توقعات سلبية لمستويات المعيشة

أظهر تحليل أجرته مؤسسة بحثية مرموقة أن مستويات المعيشة لدى الأسر ذات الدخل المنخفض مرشحة للتراجع بشكل أكبر بحلول نهاية العقد الحالي. ذلك نتيجة للسياسات المالية التي تتبناها الحكومة، حيث تحذر مؤسسة Resolution Foundation من أن تباطؤ النمو الاقتصادي وخفض المزايا الاجتماعية قد يؤديان إلى خسارة سنوية تصل إلى 500 جنيه إسترليني للأسر الأكثر فقراً بحلول عام 2030.

دعوات عاجلة للتغيير

يُحذر الناشطون من أن استمرار ارتفاع معدلات الفقر قد يستمر حتى في ظل حكومة حزب العمال، ما لم تُتخذ خطوات حاسمة لعكس هذا الاتجاه المدمر. ومن بين الحلول المقترحة، إلغاء الحد الأقصى لإعانة الطفلين، وهو قرار يُتوقع أن يكون محورًا رئيسيًا في استراتيجية مكافحة فقر الأطفال المنتظرة في يونيو المقبل.

ضغط متزايد على الحكومة

في ظل هذه الأرقام المقلقة، تتزايد الضغوط على الحكومة لاتخاذ تدابير عاجلة لحماية مستقبل ملايين الأطفال في بريطانيا من براثن الفقر. إن مستقبل هؤلاء الأطفال يعتمد على قدرتنا على اتخاذ إجراءات فعالة ومنسقة لمواجهة هذا التحدي الخطير.